ما أسهل الطلب.. كوني أنثى
رقيقة ولطيفة مثل سعاد حسني، جذابة وأنيقة، جميلة ورومانسيه، حبي وافرحي وابكي، تدللي وانثري ورداً وحباً وحنان على صباحاتنا، أظهري عواطفك..
من منا لا ترغب أن تكون أنيقة ورقيقة وجميله، من منا لا تحب أن تكون محط إعجاب كل من حولها، من منا لا تفضل أن تكون على طبيعتها من بداية اليوم إلى نهايته، تحزن وتفرح، تضحك وتبكي، تظهر عواطف وإنفعالات، تتصرف بعفويه وتلقائيه فتبتسم بوجه زملائها وتقابل الجميع بلطف و رقة، تسمح لعينيها بالبريق وإطلاق الدموع عندما تشعر بالإنزعاج، تتحدث عن مشاعرها وتعبر عما بداخلها دون خجل أو حسبان لمن يراقبها ومن سيفهمها غلط، من سيقرأ المزيد في عفويتها، وكيف أنوثتها ستقف في طريق مستقبلها العملي، كيف يمكن لأنوثتها أن تشوه سمعتها، أو تخلق لها مشاكل هي في غنى عنها..
ولكن من منا تسطيع المجازفة في ابتسامه بريئة قد يفهمها زميل لها على أنها بدايه لقصة حب، في دمعة رقيقة في لحظة حزن قد تفسر على أنها ضعف لا يمكنها من أداء وظيفتها، عصبيه تنفر من حولها، ضحكات تجعلها غير محترمة.. لا يا صديقي لا تتساءل لماذا فقدنا الأنوثة و الرومنسيه، فقدناها يوم خرجنا من باب البيت وسمعنا ١٠٠ تعليق من إلي بيسوا ولي ما بيسوا، يوم ابتسمنا بوجه شاب وفكرنا معجبين في ونكسر قلبو لما شرحنالو إنو فهم الموضوع غلط، يوم ما فهمنا إنه الشركات بتفضل تشغل الشباب بالمناصب المهمه، يوم فهمنا إنه عشان ما ننحط بمواقف سخيفه لازم لما نصحى الصبح نحضر قناع الجفاصة والجديه وإنعدام المشاعر والحذر والتصنع. ولما نروح مساءً بنشلح القناع وبنتصرف ع طبيعتنا مع كل من نحب، للأسف، يغلبنا التطبع أحياناً ونفقد أي إحساس بالانوثه..
يا صديقي هذا مجتمع متحضر ومتخلف، توقف عن وأد الفتيات جسدياً، ومازال يئدهم فكرياً ونفسياً وعاطفياً.. لو تعرف يا صديقي كم هو صعب أن تكون أنثى في مجتمع ذكوري بحت..
كوني أنثى.. كالنسمه. و كوني عاصفة تهز من حولك، كوني قويه وجريئة، واثقة من نفسك، أثبتي قدرتك لمن حولك، لا تسمحي لأحد أن يستغلك أو يهمشك أو يضعف من مكانتك، افرضي احترامك على من حولك. ولكن لا تنسي في المساء، عندما تكوني مع من يحبك ويحترمك أن تخلعي أقنعة القسوه وتعودي الأنثى الرقيقة و الرومانسيه..